كلمة السيد محمد بن طريخم الجبيري رئيس المنظمة الاسيوية و الافريقية لحقوق الإنسان
تعتبر هذه الندوة أول تعقدها المنظمة الآسيوية الإفريقية لحقوق الانسان . و نتحدث اليوم عن أهمية حقوق الانسان ولكن قبل أن نتحدث عن الأهمية لابد أن نشير إلى ماهية حقوق الإنسان حيث هي مجموعة من الحقوق التي يتمتع بها الإنسان بوصفه إنسانا فهذا التعريف بجد سنده فيما نصت عليه المادة الأولى من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان بقولها يولد جميع الناس أحرارا ومتساوين في الكرامة والحقوق ، كما تجد هذه الصفة الإنسانية الشاملة للحقوق سندها أيضا من نص المادة الثانية من الإعلان التي تقرر أن لكل إنسان حق التمتع بجميع الحقوق والحريات المذكورة في هذا الإعلان توتما تمييزه و نوع ولا سيما التمييز بسبب اللون أو الجنس أو اللغة أو الدين أو الرأي سياسيا وغير سياسي أو الأصل الوطني أو الاجتماعي أو الثروة أو المولد أو أي وضع آخر ، لذا تكمن أهمية هذه الحقوق في تمثيلها لجوهر الكرامة الإنسانية ؛ حيث تساعد في تمكين الإنسان من تطوير واستخدام خصاله الإنسانية ، وقدراته العقلية والمواهب القطرية ، والتمتع بكامل الحقوق التي شيت إليه يفعل القوانين ، أو الاستفادة من القرارات التي تصدر في حقه ، ويتكاتف العالم أجمع لتحقيق هذه الحقوق وخاصة في قارتي افريقيا وآسيا . فعلى الرغم من وضع حقوق الإنسان في أفريقيا من تراجع حيث ما زال الجانب القانوني لحقوق الإنسان جديد نسبية في أفريقيا ، الا انه تعب كل من نظام الأمم المتحدة والقانون الدولي والاتحاد الأفريقي دورا في إرساء منظومة حقوق الإنسان على القارة ، وهو ما انعكس إيجابية ويفعل الضرورة الملحة نحو تحسين حقوق الإنسان والعدالة ، ونشهد عدة تطورات في مجال حقوق الانسان في افريقيا وآسيا .
وتولي المنظمة الاسيوية الإفريقية لحقوق الانسان اهتمام الدول اسيا وأفريقيا حيث تهدف إلى العمل على تعزيز وحماية حقوق الإنسان والحريات الأساسية ، وعقد شراكات من أجل تحسين وتطوير آليات حقوق الإنسان وحمايتها ، والجمع بين المنظمات غير الحكومية المتقارية فكرية لبذل المزيد من الجهود لتعزيز حقوق الإنسان والحريات الأساسية وحمايتها ، والمساهمة في تحسين حقوق الإنسان بصورة مستمرة على مستوى العالم ، حيث تم تأسيس المنظمة من خلال ايمان جميع أعضائها بمبادئ وأهمية حقوق الإنسان ، لذا تناشد المنظمة كل دول آسيا وأفريقيا بالعمل على احترام حقوق الإنسان ، والعمل على تطبيق المواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الانسان ، و تطويرها وتحسينها حيث تبرز أهمية حقوق الإنسان في كونها رادعا لمن بيدهم القوة أو السلطة أو الصلاحية التي تمكنهم من سوء استخدامها أو استغلالها ضد الإنسان أو الإساءة له وتمكن حقوق الإنسان المجتمع من تحقيق الفكرة الأخلاقية من عدالة وصدق في العلاقات بين الناس ، وتؤدي إلى بناء بيئة يستحقها كل إنسان ، كما توفر بيئة ملائمة له ليتمكن من اختيار أهدافه وطموحاته والعمل على تحقيقها التحقيق ذاته ، كما توفر بيئة ديموقراطية يتمتع فيها كل إنسان بفرص متساوية ليتمكن من بناء حياة تليق به وتناسب اختياراته .